اكتشاف فئة فريدة من البشر لا تحتاج إلى النوم لفترات طويلة
في عالم يعتقد فيه الكثيرون أن النوم يتطلب من الإنسان ما بين سبع إلى تسع ساعات يوميًا لاستعادة النشاط والحفاظ على الصحة، توصل العلماء مؤخرًا إلى اكتشاف مذهل يتعلق بنوع خاص من البشر. هذه الفئة الفريدة من الأفراد تتمتع بقدرة جينية تجعلها قادرة على النوم لمدة تتراوح بين أربع
النوم |
إلى ست ساعات فقط في الليلة دون أن تؤثر قلة النوم سلبًا على صحتهم.
تشير الأبحاث إلى أن الجودة هي المفتاح بالنسبة لهذه المجموعة، حيث تركزت الدراسات على فهم الأسباب وراء احتياجهم الأقل للنوم مقارنة بالآخرين. يقول الباحث لويس بتسيك، أخصائي طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، إن فهم ماهية النوم وأسباب الاحتياج إليه لا يزال غامضًا، على الرغم من أن البشر يقضون ثلث أعمارهم في النوم.
في الماضي، اعتبر العلماء النوم مجرد فترة للراحة، ولكن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه عملية نشطة تتضمن تجديد الطاقة والتخلص من السموم وتعزيز الذاكرة. وقد ارتبطت المعرفة الحديثة بالنوم بنموذج علمي طرحه الباحث المجري السويدي ألكسندر بوربيلي في السبعينات، حيث أكد أن النوم يتأثر بالإيقاع البيولوجي للجسم وتوازن النوم والاستيقاظ.
تم تسليط الضوء على هذه الفئة عندما توجهت امرأة مسنّة للطبيب، مشيرة إلى أنها ورثت عادة النوم لفترات قصيرة. من خلال الأبحاث، تم اكتشاف طفرة جينية ترتبط بهذه الظاهرة، حيث أطلق الباحثون على هذه الطفرة اسم “DEC 2”. وأظهرت الدراسات أن هذه الطفرة تؤثر على هرمون “أوريكسين”، المسؤول عن تنشيط اليقظة.
تواصل الأبحاث للكشف عن المزيد من الجينات المرتبطة بقلة النوم، مثل “ADRB 1” و“NPSR 1”، حيث أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يحملون هذه الطفرات يتمتعون بصحة جيدة ويظهرون سمات إيجابية مثل الطموح والمرونة النفسية.
تشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأفراد قد يكونون محصنين ضد الأمراض المرتبطة بقلة النوم، وقد يعيشون حياة أطول وأكثر صحة مقارنة بغيرهم. هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم طبيعة النوم وتأثيراته على صحة الإنسان.